تقارير

لماذا يفضل المنتحرون الجسور في الموصل؟

سيف العبيدي

في الحادي عشر من آذار/مارس2024 فوجئ المارة على مجسر المثنى في الجانب الأيسر لمدينة الموصل، برجل يطعن نفسه بسكين مرات عدة قبل أن يلقي بنفسه من فوق المجسر ليستقر جثة هامدة على أسفلت الشارع في الأسفل.

الشرطة المحلية في المدينة الواقعة على بعد 405 كم شمال بغداد، وتعد مركزاً لمحافظة نينوى، تعاملت بتكتم مع الحادث، ولم يصدر عنها أية تفاصيل تتعلق بالمنتحر أو سبب أقدامه على ذلك، مع أنها استمعت للشهود المتواجدين وفقاً لأحدهم.

وهذا ما فتح الباب أمام ناشطين مدنيين لإتهام وزارة الداخلية والحكومة المحلية بمحاولة التعتيم على حالات الإنتحار المتزايدة في المدينة منذ تحريرها من سيطرة تنظيم داعش في صيف 2017، إذ يؤكدون بأن حالات عديدة تسجل شهرياً، ونهر دجلة يكون مسرحاً للعديد منها، في وقت لاتفصح فيه الجهات الصحية أو الحكومة المحلية  عن إحصائيات دقيقة بشان ذلك.

وما دعا هؤلاء الناشطين إلى الإعتقاد بوجود تعتيم رسمي على الإنتحار في العراق بنحو عام والموصل بنحو خاص، على الرغم من الأخبار المتداولة بإستمرار عن حالات واقعة، هو بيان صدر عن مجلس القضاء العراقي في 30كانون الثاني/يناير2024، نفى فيه تزايد الإنتحار في العراق.

أرقام متباينة

المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، ذكر بأن معدلات الإنتحار في العراق وفي الشرق الأوسط مازالت أقل من المعدلات العالمية،  بسبب شيوع المعتقدات الدينية والتقاليد الاجتماعية والثقافية التي تؤثر بشكل ما في السلوكيات الانتحارية. على حد تعبيره.

وأشار إلى احصائيات مجلس القضاء بشأن حالات الإنتحار في البلاد بين 2017 و 2022، هي: 178  حالة في العام 2017. و306 في 2018، و 316 خلال سنة 2019 و 233 في 2020. وقال بأن أحصائيات وزارته تؤكد  وجود 1028 محاولة انتحار في العام 2022 أغلبيتها لإناث.

وأقر بوجود ضعف في التسجيل والإبلاغ عن حالات الإنتحار في العراق، عازياً ذلك إلى مجموعة عوامل هي:”أعراف المجتمع الثقافية والدينية، والوصمة الاجتماعية، والصحة النفسية وضعف الأنظمة الخاصة بمراقبة وتقييم الواقع الحالي المتعلق بالانتحار في العراق”.

الملاحظ في ملف الإنتحار، وجود تناقض بين الأرقام والاحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة وتلك التي قدمها مجلس القضاء الأعلى أو وزارة الداخلية، إذ كان الناطق السابق باسم الأخيرة، خالد المهنا، قد أعلن في 2023، أن العراق سجل 772 حالة إنتحار في سنة 2022، 36.6 % من المنتحرين أعمارهم أقل من 20 سنة،  32.2 % كانت نسبة المنتحرين بأعمار بين 20-30 سنة، ونسبة الذكور 55.9 %، و 44.8 % في العام 2022.

كما أن أياً من الجهات الرسمية لم تقدم إحصائيات لسنة 2023، على الرغم من تداول وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لحالات كثيرة، في مختلف انحاء العراق.

غير أن ما يؤكد ارتفاع معدلات الإنتحار بنحو كبير في العراق هو إعلان وزارة الصحة يوم الخميس 29شباط/فبراير2024، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار للفترة من 2023 لغاية 2030. مما يعني أن إجراءات تطبيقها كانت قد بدأت منذ العام المنصرم.

وذكر وزير الصحة صالح الحسناوي، أن الاستراتيجية ستعطي أدواراً لكل الوزارات والقطاعات الحكومية فضلاً عن الجهات غير الحكومية المتمثلة بالإعلام والجهات الدينية والرموز المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني.

وعلى الرغم من إقراره بإرتفاع معدلات الإنتحار في العراق، إلا أنه وصفها بالطفيفة، وأن العراق “ما يزال تحت المعدل العالمي بكثير”حسب قوله.  وعبر عن أمله في نجاح الإستراتيجية بإحتواء الشباب ممن يتعرضون لضغوط نفسية. وبذلك يتضح أن خطة الوزارة ستركز على العامل النفسي.

 ويعتقد الباحث في الشأن الاجتماعي خلدون مصطفى، أن”الأستراتيجية المزعومة ستكون حبراً على ورق، لأن قرار الإنتحار بيد الشخص الراغب في الإقدام عليه، والحل ليس بمحاولة منع المنتحر من قتل نفسه، بل معالجة المشاكل التي يعاني منها والتي تدفعه للإنتحار”.

ويوضح:”معالجة الحالات النفسية يكون على سبيل المثال ببث الوعي في المجتمع بأن المرض النفسي شأنه شأن أي مرض آخر يمكن معالجته، ولابد من رفع أعداد الأطباء النفسيين وافتتاح عيادات واقسام نفسية في المستشفيات، وكذلك مكافحة المخدرات وافتتاح مراكز علاج وإعادة تأهيل في جميع المحافظات”.

وفيما يخص الدافع الاقتصادي الذي يرى بأنه المسبب الرئيس في الكثير من حالات الإنتحار، فيشترط خلدون، العمل على تقليل نسب البطالة، من خلال تشغيل الشباب في المشاريع الحكومية، وتفعيل الأنشطة الرياضية والثقافية وإتاحة الفرص أمامهم للتعبير عن مواهبهم وأنفسهم.

ويستدرك”وهذه مسؤولية الجهات الحكومية المعنية، والمجتمع، لابد من تعاونهما”.

تداعيات

بالعودة إلى محافظة نينوى، هنالك من يربط ارتفاع معدلات الإنتحار فيها بالأوضاع الأمنية التي شهدتها منذ 2003 لغاية 2017، وما نجم عنها من تداعيات أثرت وبنحو كبير على حياة المواطنين هناك.

إذ يقول الباحث والكاتب سمير حمدي، أن نينوى التي يعيش فيها أكثر من أربعة ملايين نسمة، كانت وعلى مدى سنوات طويلة مسرحاً لنشاط المجاميع الدينية المسلحة التي تسببت بمقتل الآلاف وعطلت الحركة الأقتصادية والتجارية.

وبعد سيطرة داعش عليها في حزيران/يونيو2014، أضطر أكثر من مليونا شخص إلى النزوح والهجرة، وعاش الباقون أوضاعاً مأساوية لحين انتهاء حرب التحرير من داعش صيف 2017 والتي دُمرت بأثرها البنية التحتية بالكامل مع آلاف من الوحدات السكنية.

يقول سمير:”تلك الأحداث أثرت بنحو كبير على الواقع الاقتصادي، وارتفعت مستويات البطالة لتصل في 2023 إلى 33%، وشاع الفقر، وتفشت ظواهر اجتماعية سلبية كثيرة أخطرها المخدرات والإنتحار”.

ونفى أن تكون حالات الإنتحار بإلقاء المنتحرين انفسهم من الجسور في مدينة الموصل هي الوحيدة التي تحدث في المحافظة، ويتابع:”من السخف الإعتقاد بأن هذه هي فقط حالات الإنتحار في نينوى، هنالك حوادث انتحار أخرى كثيرة تحدث في  القرى والأرياف والأقضية والنواحي، وفي الموصل ذاتها، وكثير جداً منها لاتسجل كجرائم إنتحار”.

إذ يؤكد بأن الكثير من العائلات تخشى من الوصمة الإجتماعية، وتتكتم على انتحار أحد أفرادها، لأن الإنتحار يتنافى مع القيم الدينية وحتى القبلية السائدة في مجتمع نينوى، على حد قوله.

مدير الشرطة المجتمعية في نينوى العميد عبد الله حسين، يقر بوجود مشكلة الإنتحار في المحافظة، ويقول بأن دائرته أعدت دراسات لمعرفة أسباب انتحار الشبان والفتيات، عبر جمع البيانات والإستماع إلى إفادات أشخاص من محيط المنتحرين.

ويذكر أن تلك الدراسات توصلت إلى أن دوافع الإنتحار تكون عادة”اقتصادية ونفسية، وفشل بالدراسة، والعنف الأسري والمجتمعي بالنسبة لبعض الفتيات”.

وتعتقد وفاء أحمد، من مركز الإرشاد في الشرطة المجتمعية، أن من المهم تحديد ومعرفة الأسباب وراء حالات الإنتحار ليمكن بعدها الوصول إلى حلول، وتلفت إلى أن هنالك من ينتحر بسبب الفقر والبطالة، لذا فأن الحل يكمن في تحسين الحالة الاقتصادية من خلال توفير فرص العمل للشباب.

وأن هنالك من الفتيات والنساء من تتعرض وبنحو إلى العنف مستمر بداخل الأسرة، وفي حال عدم مساعدتها وإيجاد حل لها، فسيكون الإنتحار أقرب حل بالنسبة إليها. وفضلاً عن المثالين اللذين ذكرتهما تضيف الإبتزاز، وتصفها بظاهرة متفاقمة ومسببة للكثير من حالات الإنتحار.

وسائل متعددة

محمد عبد الله جدوع(48 سنة)كان يعمل في قسم المفقودات بمديرية شرطة نينوى، أعتقل في آب/أغسطس 2023 من قبل الشؤون الداخلية التابعة لوزارة الداخلية بتهمة الرشوة، وعلى الرغم من إطلاق قاضي التحقيق سراحه، إلا أنه لم يستطع التعايش مع تجربته تلك، فأطلق على نفسه النار.

تقول والدته بأنه حين خرج من التوقيف كان محطماً من الناحية النفسية، وجسمه مليء بالكدمات بسبب التعذيب الذي تعرض له في الموقف، ورفض على مدى أربعة أيام تناول الطعام، وفي ظهر اليوم الرابع، وبينما كانت العائلة مجتمعة على مائدة الغداء دخل هو إلى غرفته وأقفل الباب ورائه وبعدها بلحظات سمع الجميع صوت إطلاق النار.

“إطلاق النار، الغرق، تناول السموم، الحرق”أبرز الوسائل التي يستخدمها المنتحرون، بحسب ضابط في شرطة نينوى طلب عدم الإشارة على أسمه، وقال بأن الشرطة النهرية تمكنت خلال السنوات الخمس الأخيرة من إحباط العديد من محاولات الإنتحار في نهر دجلة على الجسور الخمس التي تربط جانبي المدينة الأيمن والأيسر، كما فشلت في منع آخرين. 

وذكر بأن معظم الحالات كانت لسيدات عانين من مشاكل عائلية فضلاً عن شبان عاطلين عن العمل أو مصابين بأمراض نفسية او متعاطين للمخدرات، ويعتقد بأن أقدام هؤلاء على الإنتحار من فوق الجسور هو لتحقيق نتيجة الموت بإلقاء أنفسهم من مكان مرتفع في وسط النهر حيث تكون المياه عميقة.

وأكد بأن حالات الإنتحار في المحافظة كثيرة، ولا ترتكز على منطقة دون أخرى وضرب أمثلة:”يوم 26 آذار 2024، أقدم شاب من قرية الحاج علي جنوب الموصل على الإنتحار لأسباب نفسية، وقبلها بيوم واحد فقط، أقدم شاب يعمل اسكافياً في ناحية برطلة شرق الموصل على الإنتحار كذلك بسبب الفقر، وقبلهما بأيام قتل مدرس في منطقة الرشيدية شمال المدينة نفسه بسبب ديون متراكمه عليه”.

                                                 تراخي دور الأسرة

د.وعد الأمير أكاديمي متخصص بالشان الإجتماعي من جامعة الموصل، يقول بأن هنالك أسباباً عديدة وراء حالات الإنتحار في نينوى”ففضلاً عن الأسباب اقتصادية والنفسية وغيرها، هنالك أسباب متعلقة بالأسرة ذاتها، على الرغم من تحملها العبء بعد نجاح عملية الإنتحار، وأيضاً حين فشلها”.

ويبرر لجوء البعض للإنتحار من فوق الجسور:”لأنها تشكل رمزية كبيرة بالنسبة لأبن مدينة الموصل، فهي مرتبطة بموروث شعبي وتاريخي، وإنهاء حياته من فوقها يشكل صرخة قوية بوجه المجتمع والأسرة، ورسالة بالغة الأهمية يفترض أن تقرأ بنحو صحيح من قبل الجميع، سواء الأسر أو الجهات الحكومية المعنية”.

ويستدل فيما ذهب إليه، إلى حادث إنتحار لرجل مسن من فوق أقدم جسور الموصل المعروف باسم(الجسر العتيق)في 24 فبراير/شباط 2022. إذ ترك في المكان قصاصة ورقة كتب فيها”وداعاً أيها المجتمع!”.

ويرى الأمير بأن تغييرات يصفه بالسريعة والكبيرة يشهدها المجتمع في نينوى”ويمكن من خلالها ملاحظة تراجع ملفت لدور الأسرة وتحديداً الوالدين، بسبب الظروف المعيشية الصعبة للغالبية من السكان، فأولياء الأمور سواء كانوا أغنياء أو فقراء، منشغلون على الدوام عن أداء واجباتهم تجاه أبنائهم من ناحية التربية والتنشئة الاجتماعية والثقافية ونقل القيم والرقابة”.

ويفسر إقدام المنتحرين على إنهاء حياتهم في نينوى أو غيرها من الأماكن، بأنه “ناجم عن فشل المجتمع في تلبية حاجاتهم، من إحباطات وأزماتهم النفسية والإقتصادية، فهم لايجدون من يمد لهم بيد العون أو يفتقدون إلى الاهتمام، فتأتي أزمة ما، ليجدوا بألاقيمة لحياتهم”.

ويجد بأن الحل يتطلب إشتراك جميع قطاعات المجتمع وتعاونها فيما بينها وفقاً لرؤية واضحة ومحددة. ويوضح:”البداية تكون في الأسرة ذاتها، بفتح قنوات التواصل بين أفرادها، ومن ثم يأتي دور المدرسة، والجوامع والكنائس، ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والناشطين والمنظمات المدنية، والأجهزة الأمنية وكل جهة تكون على تماس مع حياة الفرد”.

 وفي دراسة اعدها د.وسام إبراهيم نعمت السعدي، أستاذ القانون الدولي المساعد، وعميد كلية الحقوق بجامعة الموصل، وقدمها لوزارة الداخلية، أشار فيها إلى الإنتحار ظاهرة عالمية، إذ يموت 800 ألف شخصاُ بالإنتحار في العالم سنوياً، أي بمعدل شخص واحد كل 40 ثانية.

وأن الرغبة بالإنتحار تتكون لفترة محددة لدى الشخص”ويمكن له تخطي هذه المرحلة، وعندما لاتؤدي محاولة الإنتحار إلى الوفاة، يبقى هنالك خطر تكرار المحاولة ويعد هؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة للمحاولات المستقبلية”.

وهو يعتقد إضافة إلى الأسباب الأخرى الدافعة للإنتحار، أن تفشي ظاهرة المخدرات في العراق، عامل رئيسي في زيادة حالاته، وارتفاع معدلات الجريمة بنحو عام.

ودعى في دراسته إلى تفعيل دور الإعلام للحد من حالات الإنتحار، وتطوير عمل المؤسسات الصحية وخاصة الأقسام المعنية بالصحة النفسية وتهياتها لمواجهة مخاطر الإنتحار، وتوفير العلاجات الطبية للمرضى الذين يعانون من أزمات نفسية وإعتلالات عصبية.

وتوفير فرص عمل متخصصة في مجال توفير الدعم النفسي والإجتماعي للناجين من محاولات الإنتحار، وتطوير المجالات البحثية، وتفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني وإشراكها بنحو فاعل مع العمل على زيادة الوعي العام والسياسي والإعلامي بضخامة المشكلة.

 وحظر مبيدات الآفات الأشد خطورة وتقييد سبل الوصول إلى وسائل أخرى لإيذاء النفس،  وإنشاء نظام لرصد الصحة النفسية وإيذا النفس والإنتحار ومحاولات الإنتحار.

وخلصت الدراسة إلى مجموعة توصيات منها إنشاء المركز الوطني لمنع الإنتحار، وجعله المؤسسة الوطنية المعنية بملف الإنتحار في العراق، والتوسع في الدراسات والبحوث العلمية التي تناقش المشكلة، وتشجيع الأكاديميين لدراستها قانونيا ونفسياً واجتماعيا في الجامعات العراقية.

شامل، ت،(26 سنة)من مدينة الموصل، حاصل على شهادة بكلريوس من كلية الآداب جامعة الموصل، وعاطل عن العمل، أقدم على الإنتحار في 2023، من خلال محاولة حرق نفسه في المنزل بعد خلاف مع والده.

يقول عن تجربته:”مررت بظرف نفسي صعب، لم يبق لدي أصدقاء، وكانت هنالك حواجز بيني وبين والدي وأشقائي، وفقدت الرغبة في التواصل مع أي كان والتزمت غرفتي لا أغادرها إلا نادراً، ولم يكن بوسعي شرح ما أمر به لأحد، والآخرون لم يكونوا على استعداد لفهمي”.

كان والده يضغط عليه بإستمرار، ويتهمه بالكسل والفشل، ويخبره بأنه أصبح عالة عليه، لأنه رجل في المنزل بدون أي نفع، حتى ضاع ضرعاً ذات يوم، وأخذ يصرخ بصوت عال وأفرغ على نفسه خزان مدفاة نفطية ودخل المطبخ يفتش عن شيء يشعل به نفسه، قبل أن ينح أشقاؤه بثنيه في اللحظات الأخيرة.

يشعر بالإمتنان لأنهم فعلوا ذلك:”كنت مصمماً، في حين انها كانت مجرد لحظة غضب، وبالوسع تجاوزها بالحوار الهادئ بدلاص من الاتهامات وتوجيه الإهانات”.

بعد تلك الحادثة، راجع شامل طبيبة نفسية، وبعد جلسات عدة، وعمل دؤوب من شقيقه الأكبر الذي حاول قدر الإمكان إخراجه من المنزل، تماثل للشفاء، وهو يعمل الآن بدوام مسائي في متجر للألبسة في الجانب الأيسر للمدينة.

يقول مبتسماً:”لقد عدت للحياة”.

  • أنجز التقرير بإشراف شبكة نيريج للتحقيقات الإستقصائية

زر الذهاب إلى الأعلى