مجلة ضوء: اعداد نوزت شمدين
يمكن تعريف المقابلة الصحافية بأنها “رأي أو خبرة أو معلومات أو ملاحظات يدلي بها مصدر معني أو
مطلع إلى صحافي اعلامي”.
الأسئلة:
المقابلة التي تجريها مع أناس عاديين لتستطلع آرائهم عن قضية رأي عام أو حادثة معينة وقعت وكانوا هم
شهود عيان أو ضحايا أو غير ذلك، تختلف عن الأسئلة التي توجهها لمتخصص في شأن اجتماعي أو
تأريخي أو سياسي أو أقتصادي أو أمني أو طبي…، وأيضاً تختلف قطعاً عن تلك التي توجهها لسياسي
أو مسؤول حكومي أو أي شخصية مشهورة.
فالأسئلة التي توجهها للفئة الأولى التي غالباً ما تكون(من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟) تكون محددة بالقضية
أو الحادثة المرتبط بها علمهم، فأنت تنقل شهادتهم إلى القارئ وهذا هو المهم وليست آرائهم حيالها.
أما التي توجهها للفئة الثانية، فهي لبيان آرائهم بشأن قضية تتعلق بمجال تخصصهم أو خبرتهم وهي
غالباً تكون(لماذا؟ و كيف؟).
أما الفئة الثالثة، فتكون الأسئلة الموجهة إليهم هي ذاتها التي تدور في رؤوس المواطنين، لكون
الأشخاص هؤلاء قريبون من مصدر القرار أو يكونون هم مصدر القرار الماس بحياتهم، لذلك عليك
أن تكون على دراية تامة بالشخصية التي أنت بصدد مقابلتها، وبالمواقف التي ابداها من قبل،
والإجراءات والقرارات وحتى القوانين التي شارك بصنعها، ثم تضع أسئلتك لكي تحصل على أكبر
قدر ممكن من الإجابات التي تهم الناس.
أنتبه:
هنالك ممارسات خاطئة وغير مهنية يقوم بها إعلاميون وصحافيون حين يجرون مقابلات في وسائل
اعلام مرئية أو مسموعة أو حتى مقروءة، فهم يطرحون أفكارهم وآرائهم الخاصة، وأحياناً يدخلون
في مجادلات وملاسنات مع ضيوفهم، وهذا أمر غير صحيح مطلقا، فمهمة الإعلامي والصحافي
هي طرح الأسئلة المناسبة للحصول على أجوبة من ضيوفهم ومحاوريهم، والقارئ هو من يطلق
الأحكام(يصدق أو يكذب الضيف، يحبه أو يكرهه، يتابعه او يتوقف عن ذلك …..)فتجنب ان تقوم انت
بهذا الدور، لأنها ليست وظيفتك.
ماهو سؤالك الأول؟
السؤال الأول في المقابلة هو الأهم، لأنه سيحدد كيف سيكون شكل المقابلة برمتها، لاتوجه سؤالاً
صعباً لضيفك في البداية، فقد تخيفه وينعكس ذلك على اجاباته عن باقي الأسئلة، حاول أن يكون
سؤالك الأول فيه ملاطفة، ليشعر الضيف بالأمان ويكون مستعداً للإجابة عن الأسئلة التالية. وقد
يكون هذا السؤال هو الأقل أهمية من بين الأسئلة التي أعددتها، ولا علاقة لها مطلقاً بالقضية
التي تقابل ضيفك بشأنها.
وهنالك صحافيون واعلاميون، يجرون حوارات جانبية مع ضيوفهم، لمد صلة بهم، ومن ثم يجرون
المقابلة، فالطمأنينة مهمة بالنسبة للضيف أو المصدر في حال كانت المقابلة وجاهية او عبر الهاتف،
وحتى الأسئلة التي توجهها عبر البريد الالكتروني، حاول أن لاتقلق ضيفك بالسؤال الأول!.
الثقة:
مصدرك أو ضيفك مهم جدا بالنسبة إليك، اذا طلب عدم الإشارة الى اسمه لأسباب وظيفية أو امنية مثلا،
فلا بد ان تمتثل لذلك، وتذكر بأن أي جهة لايمكنها سؤالك عن مصدرك الذي زودك بالمعلومات إلا إذا ارتبط
الأمر بقضية يبحثها القضاء وبحسب ما يقتضيه القانون في بلدك طبعا. فحماية المصدر واجب أخلاقي
قبل كل شيء، فربما يفقد وظيفته أو يزج بالسجن إذا كشفت عنه، فما قيمة سعيك الإنساني في موضوع
تطرحه عبر مادة صحافية إذا تسببت بأذى لواحد من مصادرك فيه!.
أيا كان نوع المقابلة، إسألة ضيفك او مصدرك”هل أنشر كل ما تحدثت به”، يمكنك ان ترسل إليه اجاباته
مع المادة بعد تحريرها اذا كانت مكتوبة، وأطلب منه موافقته على النشر، هذا مهم لتعزيز الثقة، واستمرار
التعاون.
اقرأ أيضا: ماهي الزاوية في التقرير الصحافي؟